كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 3)

ثم أتى زمزم، وهم يسقون ويعملون فيها، فقال: (اعملوا، فإنكم على عمل صالح)، ثم قال: (لولا أن تغلبوا لنزلت حتى أضع الحبل (48/ب) على هذه) يعني عاتقه).
* في هذا الحديث دليل على استحباب الشرب من حيث يشرب المسلمون، ويضعوا أيديهم فيه فإنه يزيده بركة، إلا أن هذا ينصرف إلى المسلمين الذين تعلم منهم الطهارة، فأما من يخاف منه أن لا يبالي بالنجاسة فإن من تحرج عما يمسه لم ألمه إلا أنه مباح ما لم يتيقن نجاسة.
* وفيه أيضًا ما يدل على أن ترك العمل الفاضل لخوف أن يتأذى منه مضرة جائز؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - عرفهم فضيلة العمل وعرفهم عذره كيف لم يعمل.
* وقد دل الحديث على فضل سقي الماء، وأنه من أفضل القربات.
-1159 -
الحديث الرابع والتسعون:
(عن ابن عباس قال: نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يشرب في السقاء).
* هذا الحديث يتضمن الإشفاق على الشارب؛ لأنه ربما كان في الإناء دبيب وقد لا يتهنا بالشرب.

الصفحة 199