كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 3)
-1168 -
الحديث الثالث بعد المائة:
(عن ابن عباس قال: قال أبو جهل: لئن رأيت محمدًا يصلي عند الكعبة لأطأن على عنقه. فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: (لو فعله لأخذته الملائكة).
زاد أبو مسعود: (لأخذته الملائكة عيانًا).
قال: وقال ابن عباس: ولو تمنى اليهود الموت لماتوا، ولو خرج الذين يباهلون النبي - صلى الله عليه وسلم - لراجعوا لا يجدون أهلاً ولا مالاً).
* في هذا الحديث من الفقه ما يدل على أن أمر محمد - صلى الله عليه وسلم - بلغ من الكافر كل مبلغ، كما أن الشدة تناهت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أذى المشركين إلى أقصى غاية.
* وفيه أيضًا: أن الله سبحانه لا يذل نبيه ولا يسلط عليه أعداءه؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لو فعله لأخذته الملائكة عيانًا).
* وفيه أيضًا: أنهم لو باهلوا النبي - صلى الله عليه وسلم - لراجعوا لا يجدون أهلاً ولا مالاً.
ومن أكبر الدليل على صدقه - صلى الله عليه وسلم - أنهم لم يتجاسروا على مباهلته،
الصفحة 206
319