كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 3)
ليس بالمعمول عليه.
-1176 -
الحديث الحادي عشر بعد المائة:
(عن ابن عباس (51/ ب) قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ).
* أراد - صلى الله عليه وسلم - أن من أصح الله جسمه وفرغه من شواغل هذه الدنيا، فلم ينفق صحته الواقعة في طرف من الزمان فارغ عن شاغل له في أربح التجائر وأعلى المكاسب من معاملة الله سبحانه وتعالى في أعلى المقامات التي وعد عليها سبحانه بأنه يحب أهلها، ويكرمهم، ويقدمهم منه فإنه مغبون.
* وفيه دليل على أن الصحة نعمة فلا ينبغي أن يختار عليها البلاء.
*وفيه أيضًا دليل على أن الفراغ نعمة فإذا فتح به فلا ينبغي أن يختار عليه عمل دنيا، فإذا أنعم الله تعالى على عبد من عباده بصحة في بدنه وفراغ في وقته، فلم ينفق هذه الصحة في هذه الفراغ لله سبحانه فقد غبن، ومن ذلك أنه إذا خلا في وقت دون وقت، فينبغي له أن ينفق ذلك الوقت الفارغ من شغل الدنيا في شغل الآخرة، ولا ينتظر بعمل الآخرة أن يتفرغ له في كل أوقاته، ولذلك فإن أعوزته الصحة التامة فلينفق مما آتاه الله منها، ولا يقفل بقية النعمة عنده.
الصفحة 213
319