كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 3)
آخر مفارق، وذلك أجدر أن يكون من صفة للحنين.
-1191 -
الحديث السادس:
(عن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، فإذا استغسلتم فاغلسوا).
* أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن العين قد يصيب بها الإنسان صاحبه وذلك واقع حقًا، جعله الله سببًا لما يريد إنفاذه (54/أ) فيه.
* وقوله: (ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين) فالذي أرى في ذلك أن الأصل فيه أن الله سبحانه وتعالى خلق عباده ففضل بعضهم على بعض كما شاء، والمفضول يعرضه الحسد، والمتعين على الفاضل أن لا يتعرض لغيظ أخيه المفضول بإكثار عليه رؤية ما يغيظه من فضله أو ما يزيده من حسده إياه، ولكن ليكن ذلك على حسن تدبير، وليحرص في أن يتجاف هذه الحال مع الأقرب فالأقرب من أهله ومعارفه فإنهم له أحسد إلا من وقى الله، فإذا تظاهر الفاضل في حال أو جمال أو مال بما من الله تعالى به عليه غائظًا به المفضول تعرض من الله تعالى لإزالة ذلك الشيء، فيكون رؤية ذلك الناظر له قد كانت سببًا لأن غضب الله فأزال ذلك الذي كان الحاسد يحسد فيه. فإن العين لا تنال ذلك إلا من هذه الطريق.
الصفحة 225
319