كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 5)

فقال الجبار: يا محمد، قال: (لبيك وسعديك)، قال: إنه لا يبدل القول لدي، كما فرضت عليك في أم الكتاب، قال: فكل حسنة بعشر أمثالها، فهي خمسون في أم الكتاب، وهي خمس عليك.
فرجع إلى موسى فقال: كيف فعلت؟ فقال: (خفف عنا، أعطانا بكل حسنة عشر أمثالها)، فقال موسى: قد والله راودت بني إسرائيل على أدنى من ذلك، فتركوه، فارجع إلى ربك فليخفف عنك أيضًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا موسى قد والله استحييت من ربي مما اختلفت إليه) (155/أ) قال: فاهبط باسم الله، فاستيقظ وهو في المسجد الحرام).
وفي رواية: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أتيت بالبراق-وهو دابة أبيض طويل، فوق الحمار ودون البغل-يضع حافره عند منتهى طرفه. قال: فركبته حتى أتيت بيت المقدس، قال: فربطته بالحلقة التي يربط بها الأنبياء، قال: ثم دخلت المسجد، فصليت فيه ركعتين، ثم خرجت، فجاءني جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من لبن، فاخترت اللبن، قال جبريل: اخترت الفطرة.
وقال: ثم عرج بنا إلى السماء، فاستفتح جبريل عليه السلام، فقيل: من أنت؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بعث إليه: قال: قد بعث إليه. ففتح لنا، فإذا أنا بآدم، فرحب بي ودعا لي بخير.
ثم عرج بنا إلى السماء الثانية، فاستفتح جبريل عليه السلام، فقيل: من أنت؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: نعم. قال: قد بعث إليه، ففتح لنا فإذا أنا بابني الخالة عيسى بن

الصفحة 111