كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 5)

يوحى إليه) فكأنه رآه قبل النبوة وإنما كان معراجه يقظة (156/ب) إلا أن منام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحي.
وهذا فهو في أسلوب ما رواه أبو ذر من أمر إخراج يقظة فإنه ذكر فيه شق صدره، وغسله من ماء زمزم في طست من ذهب، وركوبه البراق، ورقيه إلى السماء، ولقاء الأنبياء، فيجوز أن يكون هذا قد رآه منامًا - صلى الله عليه وسلم - بين يدي اليقظة مقدمة لها، وتأنيسًا بها فكانت يقظته، وفق رؤياه، فإن كان في إحدى الحالين زيادة نطق فلعله من راو حفظ ما لم يحفظه غيره.
* وذكر هاهنا عيسى ويحيى ابني الخالة، وذكر يوسف أنه أعطي شطر الحسن. والذي أرى أن كل الحسن ما شمل الخلق والخلق في المعنى والصورة فلما كان يوسف عليه السلام قد ملك أحد قسمي الحين وهو الصورة كان ذلك شطر الحسن، والذي أراه أنه جمع لمحمد - صلى الله عليه وسلم - الحالان في الخلق والخُلق، المعنى والصورة، فأعطي الحسن كله، فلذلك أروى قوله في حسن يوسف: أعطي شطر الحسن).
* وفي بعض طرق هذا الحديث أن موسى في السماء السابعة، وفي باقي طرقه أنه في السادسة، وأن إبراهيم عليه السلام في السابعة، والحكمة في ترديد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ربه إشارة موسى عليه السلام، فإنه إذا قلنا أن موسى كان في السماء السابعة فهو يكون أول الأنبياء لقاءً له عند عوده، فما كان ليترك موسى عليه السلام هذه النصيحة لمحمد - صلى الله عليه وسلم - وأمته تجوزه وهو يعلمها حتى يؤديها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وقبول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من موسى عليه الصلاة والسلام لأنه - صلى الله عليه وسلم - عرف

الصفحة 116