حسن المساعدة. وكل من أولئك فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اعتد لهما بذلك.
* وقوله: (به إلى الجبار تعالى وهو مكانه) فيجوز أن يكون أن جبريل مكانه ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - علا بمفرده، وقال لديه ما قال في ذلك من الكلام، وتأخر على قدر حفظ الراوي.
* وفيه أيضًا من السر أن الله تعالى كان قادرًا في أول مرة أن يضع عن محمد - صلى الله عليه وسلم - الخمس والأربعين ولا يردده، ولكن أراد الله عز وجل تدريب محمد - صلى الله عليه وسلم - في المراجعة بالسؤال والطلب لأجل أمته، فالرحمة الحقيقية هي من الرب تعالى لعباده، وإنما هو جل جلاله يرتبها في الوسائط حفظًا لما بينه وبين خلقه من ستور الهيبة، وإلا فهو سبحانه خلق محمدًا رحمة للعالمين من رحمته بهم، فكيف تتطاول رحمة مخلوق إلى بلوغ رحمة خالق للرحمة سبحانه وتعالى، وقد افتتح كتابه جل جلاله بأن قال: {بسم الله الرحمن الرحيم}. فهي تبشرة لكل ناطق بها أنه لا يرى بعدها إلى الخير، ولما كان من قضاء الله تعالى وقدره أن يجعلها خمسًا بخمسين، أوقع في قلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحياء من رجوعه مرة أخرى، فإنه سبحانه سبق في فضله تضعيف هذه الخمس ليكون سعر الحسنات كلها، فكان تسمية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للنزول بعد أن ثبت ذلك له في سعر الحسنات لأمته أولى.
* أما البراق: فقد سبق الكلام عليها.