كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 5)

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: إن إخوانكم قد قتلوا، وإنهم قالوا: اللهم بلغ عنا نبينا: أنا قد لقيناك، فرضيت عنا، ورضينا عنك)].
* في هذا الحديث دليل على استحباب الدعاء وتكريره وإظهاره؛ لأنه دال على يقين العبد المسلم بربه، ودال على أن العبد المؤمن إذا انتظر النصر على عدوه من الله سبحانه، ودال على أن ما كان يراه الجاهلية من الأنفة من الدعاء ويرونه ذلًا مما قد كانوا مخطئين فيه ليكون إذا أجيب الدعاء مما يحتج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على منكري الحق به، وإنما شدد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الدعاء على أهل بئر معونة لأنهم (149/ أ) جمعوا بين الكفر بالله والغدر بمن آمن إليهم، وبين اللؤم في قتل رجل واحد يذكر لهم الله عز وجل ويدعو إليه.
* وأما قول حرام بن ملحان حين طعن: (فزت ورب الكعبة) فإنه كلام يدل على أن قائله قد كان حريصًا على الشهادة؛ فلما قضيت له تحقق الفوز بها فقال: فزت، وقوله: ورب الكعبة: يمين نشأت عن إيمان منه، بأن الشهادة في سبيل الله فوز، وعلى أن الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى هو من أقوى الأدلة على وجوده جل جلاله لقوله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب

الصفحة 90