دعوة الداع إذا دعان}، وقوله: {أمن يجيب المضطر إذا دعاه}.
* وكان يقول الشيخ محمد بن يحيى رحمه الله: لا أدل على وجود موجود أعظم من أن يدعا فيجيب، وقد كنت جرى لي مرة في زمن الإمام المقتفي رضي الله عنه أنه لما تطاول علينا أصحاب مسعود بن محمد المسمى سلطانًا، وأساؤا الأدب، وفجروا بأقوالهم، وخف جماعة ممن يتظاهر بالفقه يومئذ بمدرسة الحسن بن محمد بن إسحاق، وبلغ ذلك منهم كل مبلغ، فكاتبني وكاتبته في ذلك أن نعمل الفكرة في محاربة مسعود حينئذ ومجاهرته، ثم إني أنكرت بعد ذلك، ورأيت أنه ليس بصواب مجاهرته لقوة شوكته وكثرة عتاده، وقلة ما عندنا من أمور ذلك وعدده، واتفق بكورة إليه في يوم الجمعة فدخلت إليه رضي الله عنه، وهو قد ظهرت الموجدة عليه كل الظهور، وبلغ منه الغيظ كل مبلغ، وكأنه يستطعمني الرأي، فقلت: إنه أني فكرت ثم إني رأيت أن لا وجه في هذا الأمر إلا اللجأ إلى الله تعالى وصدق