كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 6)

أنقذي نفسك من النار، فإني لا أملك لكم من الله شيئًا، غير أن لكم رحمًا سأبلها ببلالها)].
* قد تكلمنا على هذا الحديث، وبينا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالغ في إنذار عشيرته.
* فأما قوله: (سأبلها ببلالها)، قال أبو عبيد: يقال: تلك رحمي أبلها بلا وبلالا، إذا وصلتها.
* وفيه من الفقه أن النذارة قائمة في طرف التخويف؛ إزاء البشارة في طرف الإيمان بقوله سبحانه {وأنذر عشيرتك الأقربين} يعني جل جلاله أن أنذر عشيرتك الأقربين أن تكونوا أول جاحد بحقك. قال: وأول كافر بما أنزل عليك؛ فإنه لا عذر لمن كفر بما جئت من أباعد الناس عنك، فكيف بأقربهم إليك.
من كان من شأنه وعاده أن يذهب في طاعة الشيطان بالعصبية في النسب، والحمية في العشيرة كل مذهب، حتى يهراق منهم الدماء، ويعظم فيهم اللأواء؛ فلما جئتهم بالحق وتلوت عليهم الصدق، حرجت بغضاؤك

الصفحة 125