عليه إحياء الموتى فإبراهيم أولى أن لا يشك؛ فكأنه نبه بهذا على أن إبراهيم ما سأل لأجل الشك نطق يفيده اليقين، ومشاهدة كيفية الإحياء، والدليل على ذلك أن الله تعالى قال له: {أولم تؤمن قال بلى} فكيف يظن ظان أن إبراهيم يقول لربه: بلى، إلا جوابًا لقوله: {أولم تؤمن}؟ وإبراهيم يعلم أن الله يعلم من إبراهيم صدقه في قوله: بلى.
وذكر يوسف بما ذكره به تفضيل له وثناء عليه من جهة أن يوسف أراد أن يخرج خروج من قد ثبتت له الحجة لا خروج من عفي عنه. وأما لوط وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لقد كان يأوي إلى ركن شديد) فالذي أراه فيه أن لوطًا لم يعن بذلك إلا أنه لم يكن يأوي إلى غيره، فكأن الذي انتقده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واعتبره في النطق أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحب للوط أن يأتي بنطق لا يتناول هذا الاحتمال؛ لأنه كان يأوي إلى ركن شديد، وهو الله عز وجل.
-1897 -
الحديث التاسع والخمسون:
[عن أبي هريرة قال: (إنكم تقولون: إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتقولون: ما بال المهاجرين والأنصار لا يحدثون عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمثل حديث أبي هريرة، وإن إخوتي من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وكنت ألزم رسول الله صلى (124/ ب) الله عليه وسلم، على ملء بطني، فأشهد إذا غابوا، وأحفظ إذا نسوا.
وكان يشغل إخوتي من الأنصار عمل أموالهم، وكنت امرءًا مسكينًا من مساكين الصفة أعي حين ينسون، ولقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث