عالم أفضل من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا متعلم أقبل للتعلم من المهاجرين، وقد كانوا يجمعون بين الكسب والتعلم.
* وفيه أيضًا جواز ملء البطن، والمراد به الشبع، إلا أن قولنا في جواز الشبع وإباحته في هذا الموضع وفيها قبله من المواضع إنما نعني به الرد على من يرى التجوع المفرط الذي يفضي إلى إنهاك القوى؛ التي هي البضاعة التي تنفق في عبادة الله سبحانه المتنوعة، وأنه إذا طال جوع الفقير ومن لا يجد ما يحتاج (125/ أ) إليه ثم وجد ذلك في وقت شبعه منه بمباح صالح، ولاسيما إذا كان يعرضه ألا يجده متى أراده.
فأما تكرير الشبع من الواجدين حتى يتتابع بذلك التابع إلى نصر هواه، وينجم به إلى الكسل والإفراط في النوم. وتعريضه تخمة، وهي من أقبح ما عرض لأهل الدين والمروءة، وأن يحملهم ذلك على المتبوع في الشهوات والمبالغة لطلب الملذوذات طعمًا من غير منفعة راجعة إلى حال تخص البدن، فإن ذلك مذموم غير مطلوب، ولا يصلح للمؤمنين، فإن أكل المؤمنين وفق الحاجة.
* وفيه جواز أن يشغل الإنسان عمله في ضيعته، ولا يكون ذلك قادحًا في إيمانه ولا توكله.
* وفيه أيضًا أن الصفة كانت مجتمع المساكين.
* وفيه أيضًا ما يدل على نبوة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن أبا هريرة بسط ثوبه، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم ينس، وقد يجوز أن يريد بالثوب الثوب حقيقة، ويجوز أن يراد بالثوب القلب كما قال الله عز وجل: {وثيابك فطهر}،