قد أعطيت العهود ألا تسأل غير الذي أعطيت، فيقول: يا رب لا تجعلني أشقى خلقك، فيضحك الله منه، ثم يأذن له في دخول الجنة، فيقول: تمن، فيتمنى، حتى إذا انقطعت أمنيته، قال الله تعالى: تمن من كذا وكذا- يذكره ربه- حتى إذا انتهت به الأماني قال الله: لك ذلك ومثله معه).
قال أبو سعيد الخدري لأبي هريرة: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (قال الله: لك ذلك وعشرة أمثاله)، قال أبو هريرة: لم أحفظ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا قوله: (لك ذلك ومثله معه). قال أبو سعيد: إني سمعته يقول: (لك ذلك وعشرة أمثاله)].
* في هذا الحديث الدليل الواضح على رؤية المؤمنين ربهم عز وجل في الآخرة، وأنهم لا يشكون في رؤيتهم، كما لا يشك أهل الدنيا في رؤية الشمس، وهذا فإنما ضربه النبي - صلى الله عليه وسلم - مثلًا للرؤية؛ إذ الله سبحانه وتعالى لأجل من أن يشبه بالشمس أو القمر، إنما ضرب ذلك مثلًا لإيضاح الرؤية بالرؤية لا المرئي بالمرئي.
* وقوله: (ليس دونه سحاب)، يعني: أن الله سبحانه يتجلى لعباده المؤمنين (126/ ب) تجليًا يوقع فيه بينه وبينهم كل حجاب.