كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 6)

* وقوله: (فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل). قال أبو عبيد: كل شيء له حب، فاسم الحب منه حبة، فأما الحنطة والشعير فحبة لا غير.
وحميل السيل: كل ما حمله، وكل محمول حميل، وإنما المراد سرعة نباتهم بعد احتراقهم.
* وقوله: (وقد قشبني ريحها)، هو من القشب، والقشب: السم، كأنه قال: قد سمني ريحها، ويقال: لكل مسموم قشيب (127/ ب).
* وقوله: (وأحرقني ذكاؤها)، وذكاء النار اشتعالها. يقال: ذك النار ذكوًا ذكوًا.
* وقوله: (انفهقت له الجنة): أي انفتحت واتسعت، ومنه صحراء فيهق أي واسعة.
* في هذا الحديث من الفقه أن هذا الرجل كان آخر أهل الجنة دخولًا إليها، وإنه كان في النار؛ ثم أن خرج من النار، ثم قانعًا بعد ذلك بأن يحول وجهه عنها، وبقي في ذلك، ثم أعرب بعد ذلك بأن يدنى إلى الجنة، ثم أذن في ذلك، حتى يسأل فيعطيه الله عز وجل ما أعطاه من ذلك.
* وهذا يدل على أن جل جلاله حيث كان من عدله في هذا أن عذبه بالنار إلى أجل انتهى به إلى وقت اقتضت رحمته أن يخرجه من النار، فأخرجه منها، ثم صرف وجهه إليها ليكون ناظرًا من أهوالها ما ذكر ناظرًا إليه،

الصفحة 142