* هذا الحديث قد سبق وذكرنا الكلام عليه، وهو يدل على قوة فقه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفضل فهمه؛ لأنه رأى أن ما يستعجل في الدنيا يفنى هو ونفعه، فادخر ذلك لما يبقى هو وأثره.
* وقوله: (وهي نائلة من مات لا يشرك بالله شيئًا)، يدل على أن شفاعته - صلى الله عليه وسلم - منبسطة، وأن جاهه عريش متسع لأن يرفع كل جرم إلا الشرك؛ فإن الشرك يمنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يستحس أو يستجيز في مجاهدته في سبيل الله ربه لأهل الشرك ومعاداته إياهم لأجله؛ أن يعود شفيعًا فيهم، فيكون هذا من الأمور التي لا يحسن بمؤمن فكيف برسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يبرد قلبه عن كافر كفر بالله أو أشرك به؟
-1911 -
الحديث الثالث والسبعون:
[عن أبي هريرة قال: (نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الوصال في الصوم، فقال له رجل من المسلمين: إنك تواصل يا رسول الله؟ قال: (وأيكم مثلي؟، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني) فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال، واصل بهم يومًا، ثم يومًا، ثم رأوا الهلال، فقال: (لو تأخر لزدتكم) كالمنكل لهم حين أبوا أن ينتهوا).
وفي رواية للبخاري: (إياكم والوصال) - مرتين-، فقيل: إنك تواصل، قال: (أبيت يطعمني ربي ويسقيني؛ فاكفلوا ما تطيقون).
وفي رواية لمسلم: (إياكم والوصال) قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله