الآيات عندهم لا تؤثر إلا فيما يشهد له الحس؛ كانفجار الماء من الحجر، وانفلاق البحر، وطوفان نوح وغير ذلك، وكانت فضيلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وما من الله به عليه، أن جعل لدينه روحًا ولذة، بحيث تشهد العقول لها لا الإحساس من النور البين، والحكمة العظيمة؛ ولذلك كان أكثر تابعًا يوم القيامة؛ لأن شاهده ما يأخذ بالقلوب ويقصر (45/ أ) النفوس على الحق.
-1987 -
الحديث التاسع والأربعون بعد المائة:
[عن أبي هريرة قال: بينا نحن في المسجد، إذ خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: (انطلقوا إلى يهود) فخرجنا معه، حتى جئنا بيت المدارس، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - فناداهم، فقال: (يا معشر اليهود، أسلموا تسلموا) فقالوا له: قد بلغت يا أبا القاسم؟ قال: (ذلك أريد، أسلموا تسلموا)، فقالوا: قد بلغت يا أبا القاسم. فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ذلك أريد)، ثم قالها الثالثة، فقال: (اعلموا أن الأرض لله ولرسوله، وأني أريد أن أجليكم من هذه الأرض، فمن وجد منكم بماله شيئًا فليبعه، وإلا فاعلموا أنما الأرض لله ولرسوله)].