فقهوا)].
* في هذا الحديث ما يدل أن الكرم الذي يعنيه العرب: الشرف، وإنما هو التقوى؛ لقول الله تعالى: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: لما سئل عن أكرم الناس؟ قال: (أتقاهم)، فقالوا: ليس عن هذا نسألك، إنما يريدون عادتهم، فقال لهم: (فيوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله)، وكأنهم أرادوا من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يعين لهم فخرًا في العرب خاصة، فإن إمساكهم عن ذلك موافقة للنبي - صلى الله عليه وسلم - في المسلمين، وإنما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد فهم مقصودهم، فلما قالوا في المرة الثانية: ليس عن هذا نسألك، أجابهم بأن قال: (فعن معادن العرب تسألوني؟ خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا)، يعني - صلى الله عليه وسلم -: من كنتم تعدونهم خيارًا في الجاهلية فلا اعتبار بذلك، فإنهم إذا أسلموا وفقهوا كانوا خيارًا.
فأما إخبار النبي - صلى الله عليه وسلم - ليوسف من بين الأنبياء؛ فلأنه معرق في الكرم؛ فإنه نبي، ابن نبي، ابن نبي، ابن نبي.