كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 6)

النفس تأتي على الجميل والإحسان خلاف ما يأتي على العنف والشدة، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإطلاقه من غير فداء ولا من؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - عرف أن عقل ثمامة عقاله، فلما أطلق عنه الأسر من يديه ورجليه، نقل الصنيعة غلا في عنقه، فأقر بإسلامه عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كما قال الشاعر:
إذا أطلقوا عنه جوامع غله .... تيقن أن المن أيضًا جوامع
ويدلل على حسن إسلامه صدقه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قوله: ما كان عندي وجه أبغض، ولا بلد، ولا دين، ثم صدقه في انقلاب تلك الحال.
* وقد دل هذا الحديث على أن اقتناء ثمامة أفضل من اقتناء المال؛ فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى أن اقتناء ثمامة خير من أن يأخذ ماله.
* وفيه أيضًا: أنه بشره، وبشرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تنصرف إذا لم يذكر وجهها إلا إلى الأرفع، وهو الجنة، وأنه استأذنه في العمرة، فأذن له، وكان مقام جيش في قطع المادة عن قومه من المشركين.
* وفيه أيضًا جواز قطع المادة عن المشركين حتى يفيئوا إلى أمر الله.
* وقوله: (حبة حنطة) معناه فما فوقها.
-1996 -
الحديث الثامن والخمسون بعد المائة:
[عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا يمنع جار جاره؛ أن يغرز خشبة في جداره) ثم يقول أبو هريرة: (مالي أراكم عنها معرضين؟ (49/ أ) والله لأرمين بها بين أكتافكم).

الصفحة 283