بالشمال، ولينعلهما جميعًا أو ليحفهما جميعًا)].
* في هذا الحديث كراهية أن يمشي الرجل في نعل (52/ أ) واحدة، وذلك مناف لاستعمال العدل بين الرجلين، والعدل في ذلك أن ينعلهما معًا أو يحفهما معًا؛ ولأن الشيطان قد يمشي في نعل واحدة.
وقد حكى الشيخ محمد بن يحيى رحمه الله، قال: خرجت من مكة إلى المدينة قاصدًا زيارة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحدي، وكنت عزمت ألا أستصحب معي زادًا ولا ماءً، قال: فجئت إلى قرية هنالك، فدخلت إليها، فأعطيت زادًا في جراب، فحملته معي، وذهبت متوجهًا إلى المدينة، قال: فأخذني الصداع، فقلت: من أين هذا الصداع؟ فنظرت فقلت: من حملي الزاد، فعزمت على أن ألقيه مكاني وأمشي، ثم قلت: لا يحل لي أن ألقيه، ولكن أرجع إلى هذه القرية فأتصدق به وأرجع، فحملته ورجعت إلى القرية، فلقيني شيخ لا أحسب إلا أنه قال: في رجله نعل واحدة، فوقف لي في الطريق، فقال: هيه رجعت، فقذف في روعي أنه الشيطان، فقلت: يا عدو الله، إنما رجعت لأتصدق بهذا، وأمضي في طريقي.
والذي أراه أنا في الشيخ رحمه الله كان ذلك في عنفوان شبابه، وإلا فما كنت أراه حين علم العلم يسافر إلا ومعه الزاد عملًا بالسنة؛ لأنه حدثني أنه صحب رجلًا يقال له: (محمد) في مركب، وأنهما نزلا من المركب على أن يمشيا على الماء، فقيض الله لهما سفينة فركبا فيها ووصلا إلى الساحل إلى