كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 6)

-2011 -
الحديث الثالث والسبعون بعد المائة:
[عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (مطل الغني ظلم، وإذا أتبع أحدكم على مليء فليتبع)].
* في هذا الحديث من الفقه أنه يجوز أن يكون المراد بالغني: الذي عليه الدين، فلا يحل له المطل مع قدرته على الأداء. وقد يكون المراد بالغني: صاحب الدين، فيقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن مطلك إياه، وإن كان غنيًا عنه ظلم.
* وقوله: (من أحيل على مليء فليتبع) أي: ليحتل؛ وذلك أنه إذا أحيل صاحب الدين على ذمة قابلة للأداء لم يجز أن يمتنع من قبول الإحالة، وإن أشرف الذمم وأجلها أن يقول الله عز وجل لعبده المظلوم في القيامة مظلمتك على أخيك هذا علي، فليس له أن يمتنع، لأنه إذا كانت الإحالة على مليء من أهل الدنيا تلزم قبولها، فكيف الإحالة على خالق الخلق سبحانه وتعالى.

الصفحة 302