وفي رواية: (إنه وتر يحب الوتر)].
* في هذا الحديث من الفقه أن أسماء الله تعالى دالة على صفاته، فمن أحصاها دخل الجنة. واختلفوا في معنى (أحصاها)، فقيل: حفظها، كما روي في بعض الألفاظ، وقيل: عدها، وهذه الأسماء إذا حفظها أو عدها وفهم معانيها، وكان من العلماء بالله سبحانه فإياه الخير من قبل ذلك.
* فأما كونها تسعة وتسعين اسمًا: فإن التسعة (59/ ب) نهاية الآحاد، والتسعين نهاية العشرات، وليس وراء هذين عدد يشير بنطقه المنفرد إلى أكثر من ذلك، والتسعة والتسعون وتر، والله يحب الوتر، من أجل أنه يذكر ربه سبحانه ويشعر به هذا الذاكر، أن ربه جل جلاله مستغن منفرد غير محتاج إلى غيره جل جلاله.
* فمن ذلك: أن من أسمائه: الله، وهذا اسم علم لم يتسم به غيره جل جلاله. وقال أهل العربية فيه أقوالًا، رأيت أن مجموع معانيها في النطق الذي يخلص عن سوء الأدب فيها: هو أن يقال: إن الله اسم يستنبط منه استحقاقه العبودية، وأنه محبوب القلوب التي لا تزال تتوله إليه، وأنه الرفيع والمعبود، فسمى الله سبحانه نفسه هذا الاسم الذي يتجلى عن هذه المعاني كلها، قبل أن يخلق خلقه، وقبل أن ينطق بشر اللسان العربي،