كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 6)

لعلمه سبحانه أنه سيخلق بشرًا منهم العرب؛ الذي ينتهى الأمر إليهم. وتقوم الساعة عليهم، فيستدلون من لغتهم على معاني هذا الاسم العظيم.
* ولا أرى أن أقول كما تقول النحاة من أن هذا كان أوله إله نكره، ثم كثر استعماله، فعرف بالألف واللام، فصار الإله ثم فخمت اللامان فصار الله؛ لأن الله اسم قديم قبل خلق الخلق؛ بل إن هذه المعاني تستنبط منه، وتستفاد عنه.
وهذا الاسم فهو الذي كان يقول الشيخ محمد بن يحيى رحمه الله أنه هو المراد بقوله: {الله نور السموات والأرض} معنى هذا الاسم، وذكر له خصائص فمنها: إنه لا يثنى، ولا يجمع، ولا تلحق اليا من الأسماء الحسنى إلا له، ولا الميم في النداء، إلا إياه، إلى غير ذلك من الخصائص.
* وأما الرحمن: فهو الذي عظمت رحمته.
* والرحيم: أرق من (60/ أ) الرحمن وأبلغ في اللطف، كما أن الرحمن أبلغ في الكثرة.
* والرب: المالك، ولا يطلق الرب إلا على الله عز وجل؛ فأما إذا ذكر لغيره، ذكر مقيدًا؛ كقولهم: رب الدار.
* وأما الملك: فهو المالك المتصرف بمقتضى سلطانه.
* وأما القدوس: فهو المتنزه عن كل نقص.
* والسلام: السالم من كل عيب.

الصفحة 317