كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 6)

فأقول: يا رب هؤلاء من أصحابي، فيجيبني ملك، ويقول: وهل تدري ما أحدثوا بعدك؟).
وفي رواية: (إن حوضي أبعد من أيلة من عدن، لهو أشد بياضًا من الثلج، وأحلى من العسل باللبن، ولآنيته أكثر من عدد النجوم، لأصد الناس عنه، كما يصد الرجل إبل الناس عن حوضه) قالوا: يا رسول الله، أتعرفنا يومئذ؟ قال: (نعم، لكم سيما ليست لأحد من الأمم، تردون على محجلين من أثر الوضوء).
وفي رواية: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى المقبرة، فقال: (السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وددت أنا قد رأينا إخواننا)، قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله، قال: (أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد)، قالوا: كيف تعرف من لم يأت من أمتك يا رسول الله؟، قال (أرأيت لو أن رجلًا له خيل غر محجلة، بين ظهري خيل دهم بهم، ألا يعرف خيله؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (فإنهم يأتون غرًا محجلين من أثر الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض، ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال، أناديهم: ألا هلم، فيقال: إنهم قد بدلوا بعدك، فأقول: سحقًا سحقًا).
وفي حديث مالك: (فليذادن رجال عن حوضي)].

الصفحة 334