ما ترون من بطش الآدمي أن ينفخ، فهذه النفخة يموت بها الخلق كلهم، ثم ينفخ أخرى في الموتى بأسرهم ردًا بذلك على من زعم أن الموت أو الإحياء يكون من تأثيرات الطبع، فلما أميت الخلائق بالنفخ، وأحيوا بالنفخ، استدل بذلك المؤمنون على بطلان ما زعمه الطبائعيون، وهذا أمر يراه الكفار يوم القيامة رؤيا عين فيصدقون به حين لا ينفعهم تصديقهم.
* وأما امتناع أبي هريرة من تفسير الأربعين بسنة أو شهر أو يوم وقوله: (أبيت) عند سؤالهم إياه عن ذلك في المرات الثلاث؛ فإن قوله: (أبيت) إخبار عن نفسه بالإباء، ولعله (71/ ب): أبيت أن أخبر بشيء أنا على غير يقين منه، وليس هذا مما خصصتكم به الآن، وإنما هو عادتي من قبل ألا أذكر إلا ما أتيقنه.
إلا أنا إن صرفناه إلى أربعين سنة؛ فإنه من حيث إن بلوغ الإنسان أشده يكون في أربعين سنة كما قال الله عز وجل، وإن قدرناه باليوم فالحديث الصحيح قد سبق في مسند ابن مسعود:
(يجمع أحدكم في بطن أمه أربعين يومًا، ثم يكون علقة مثل ذلك).
فكل طور من الأطوار أربعين يومًا.
* وأما عجب الذنب، فهو العظم الذي يجد اللامس سنه في وسط الوركين، وهو العصعص.