كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 6)

إلا إنه إذا أراد الله منه في حالة ما لا عن تقصد منه؛ أن يحول بينه وبين الأسباب فليثبت حينئذ مع الله عز وجل، فإنه لم يذهب عنه إلا الشواغل، فكان ذلك من لباب لباب الإيمان.
* الخصلة الثامنة والستون: الاستسلام للرب.
ولما كان مقتضى الإيمان من المؤمن؛ أنه لا طاقة له بشيء من عذاب الله، ولا حيلة في استجلاب شيء من فضل الله إلا بالله فيهما؛ بمعنى اقتضى ذلك الاستسلام لله، فكان ذلك من الإيمان.
* الخصلة التاسعة والستون: الإنصاف من نفسك.
ولما كان الإيمان يقتضي أن تظهر ثمرته عند القدرة على الخصم، فيقين الإيمان في إنصاف الخصم بحيث يعود الإنسان ولا منتصف منه غير نفسه، فإذا أنصف من نفسه، ولم تأخذه العصبية لها على أخيه، كان ذلك آية من آيات الإيمان.
* الخصلة السبعون: بذل السلام للعالم.
ولما كان (97/ أ) بذل السلامة من حيث إنه لا يخلو أن يكون في طرق المسلمين ومجالستهم غيرهم، كان الإيمان مستدعيًا ألا ينزل المسلم على المسلم من أجل جاره الذمي أو الكافر؛ لأن المسلمين هم القوم لا يشقى بهم جليسهم، فكان من الإيمان بذل السلام للعالم.
* الخصلة الحادية والسبعون: حبس الفرس.
ولما كان من مقتضيات الإيمان ألا يخلو المؤمن من جهاز يعده لغزو أعداء الله، وكان من أصل الجهاز لذلك حبس الفرس، كان حبس المؤمن فرسه ليغزو عليه في سبيل الله أو يغزو عليه غيره إيمانًا بالله، وتصديقًا بوعده، دليلًا على الإيمان، فيكون ممن أعد لأعداء الله شيئًا مما يرغمهم به.

الصفحة 405