كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 6)

فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين).
وفي رواية: (فكنت أنا اللبنة).
وفي رواية: (مثلي ومثل الأنبياء من قبلي، كمثل رجل ابتنى بيوتًا، فأحسنها وأجملها وأكملها، إلا موضع لبنة من زواية من زواياها، فجعل الناس يطوفون، ويعجبهم البنيان، فيقولون: ألا وضعت هاهنا لبنة فيتم بنياتك؟ فقال محمد - صلى الله عليه وسلم -: فكنت أنا اللبنة)].
* في هذا الحديث ما يدل على أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تمم النقائص وسد الثلم، وكمل العوز، وليس هذا مما يدل على أنه مشبه في صغر البنيان بموضع اللبنة من ذلك البنيان؛ ولكنه شبه بأن البنيان تمم به، وكمل بشريعته، فلم يبق بعده إعواز، ولا وراءه نبي، وكان - صلى الله عليه وسلم - الذي كتب له (98/ أ) تكملة الأعمال كلها.
وقد جاء في غير حديث أن الاعتماد على الخاتمة.
وقد ذكرنا فيما مضى أنه خص بالخاتم بين كتفيه إشارة إلى أنه خاتم الأنبياء، ولذلك كان من ورائه؛ لأنهم ختموا به، فلم يبق وراءه غيره.
-2047 -
الحديث التاسع بعد المائتين:
[عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (السفر قطعة من العذاب؛ يمنع

الصفحة 407