كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 6)

وفي رواية: (بينما رجل يمشي بطريق، وجد غصن شوط على الطريق، فأخذه فشكر الله له؛ فغفر له، ثم قال: (الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله).
وقال: (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول) ثم ذكر مثل ما تقدم في مثل هذين وفي التهجير والعتمة والصبح.
وفي رواية: (لو تعلمون ما في الصف المقدم لكانت قرعة).
وفي رواية: (ما كانت إلا قرعة).
وفي رواية لمسلم: (خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها)].
* في هذا الحديث ندب إلى الأذان، وإنه لكذلك؛ لأنه إعلان بتوحيد الله سبحانه، والمؤذن يبلغ جهده برفع صوته، فيذكر الغافلين، ويعود قدوة للذاكرين، فكل من يقول مثل ما يقول؛ فإنه يجدد إسلامه ليدخل في الصلاة بإسلام جديد غير منثلم بما عارضه في نفسه أو خالجه في قلبه من خاطر سيئ، فيكون أجره وأجر شهادته لمن سن هذه السنة (100/ ب) وبدأ بها، وهو المؤذن؛ لأن من سن سنة خير، فله أجرها، وأجر من عمل بها، فكيف بما في الأذان من الفضائل.

الصفحة 413