كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 6)

* وأما قوله: (سبحانه الله وبحمده)، فقد بينا أنها تنزيه لله عز وجل من كل سوء، ومن كل ما لا يجوز عليه، فكانت منزهة لقائلها من خطاياه التي تجوز عليه وعلق به، فلما قال ما نزه الله عز وجل به عما لا يجوز عليه [إلا أن] نزهه من خطاياه كلها التي تجوز عليه.
-2053 -
الحديث الخامس عشر بعد المائتين:
[عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، (102/ أ)، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)].
* في هذا الحديث ما يدل على أن الملائكة تصلي مع المصلين رغبة في فضيلة الجماعة، فلهذا إن وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه.
* وفيه أن الملائكة تتبرك وتغتنم وتبادر إلى الدخول في جملة من دعا له الإمام عند قوله: (سمع الله لمن حمد) (ومن) تتناول من يعقل، فتبادر الملائكة إلى الجهر رغبة أن تشملهم الدعوة.
* وقوله: (من وافق قوله قول الملائكة، غفر له)؛ لأنه توافق قول غير متدنس بالذنوب، فيكون ضياء أقوالهم يشمل ما عساه أن يكون في قول غيرهم من ظلمة.

الصفحة 417