كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 6)

-2054 -
الحديث السادس عشر بعد المائتين:
[عن أبي هريرة، أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: قد ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى، والنعيم المقيم، فقال: (وما ذاك؟) قالوا: يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون ولا نتصدق، ويعتقون ولا نعتق. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أفلا أعلمكم شيئًا تدركون به من سبقكم، وتسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم؟) قالوا: بلى، يا رسول الله، قال: (تسبحون، وتكبرون، وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين مرة)، قال أبو صالح: فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا، ففعلوا مثله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) (102/ ب) قال سمي: فحدثت بعض أهلي هذا الحديث، فقال: وهمت، إنما قال لك: تسبح ثلاثًا وثلاثين، وتحمد الله ثلاثًا وثلاثين، وتكبر الله ثلاثًا وثلاثين، فرجعت إلى أبي صالح، فقلت له ذلك فأخذ بيدي، فقال: الله أكبر، وسبحانه الله، والحمد لله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله ... حتى تبلغ من جميعهن ثلاثًا وثلاثين.
قال ابن عجلان: فحدثت بهذا الحديث رجاء بن حيوة، فحدثني بمثله عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لفظ حديث مسلم، وليس عند البخاري قول أبي صالح: فرجع فقراء المهاجرين وما قالوا، وقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد قوله: (تسبحون، وتحمدون، وتكبرون، خلف كل

الصفحة 418