كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 6)

أحب أن يكون غازيًا في سبيل الله مع أصحابه المؤمنين؛ لأنه قال: (104/ أ) (لا أجد سعة فأحملهم، ولا يجدون سعة)؛ يعني فيحتملون، ولقد بين عظم أمر الشهادة، وفخم قدرها، حتى تمنى أن يبلغ فيها ما لم يبلغه أحد؛ فإنه لم يقتل أحدثم يعاد، فتمنى عليه السلام مقامًا لم يبلغه أحد، وإن كان كل شهيد على وجه الأرض في ميزانه - صلى الله عليه وسلم -، وثوابه له.
-2056 -
الحديث الثامن عشر بعد المائتين:
[عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (الخيل لثلاثة: لرجل أجر، ولرجل ستر، وعلى رجل وزر، فأما الذي له أجر، فرجل ربطها في سبيل الله، زاد حفص بن مسيرة- لأهل الإسلام- فأطال لها في مرج أو روضة، فما أصابت في طيلها ذلك من المرج أو الروضة كانت له حسنات، ولو أنه انقطع طيلها، فاستنت شرفًا أو شرفين كانت له آثارها، وأرواثها حسنات، ولو أنها مرت بنهر، فشربت منه، ولم يرد أن يسقيها كان ذلك حسنات له، فهي لذلك الرجل أجر، ورجل ربطها تغنيًا وتعففًا، ثم لم ينس حق الله في رقابها ولا ظهورها، فهي لذلك ستر، ورجل ربطها فخرًا ورياء ونواء لأهل الإسلام- وقال حفص الصنعاني: على أهل الإسلام فهي على ذلك وزر، وسئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الحمر؟ فقال: ما أنزل على فيها شيء إلا هذه الآية الجامعة الفاذة {فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره (7) ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره}).
وفي حديث حفص بن ميسرة: (فما أكلت من ذلك المرج أو الروضة من شيء إلا كتب له عدد ما أكلت حسنات، وكتب له عدد أرواثها وأبوالها

الصفحة 422