كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 6)

خليل الله، قال: فيقول إبراهيم: لست بصاحب ذلك، إنما كنت خليلًا من وراءَ وراءَ، اعمدوا إلى موسى الذي كلمه الله تكليمًا.
فيأتون موسى، فيقول: لست بصاحب ذلك، اذهبوا على عيسى، كلمة الله وروحه فيقول: لست بصاحب ذلك، فيأتون محمدًا فيقوم فيؤذّن له، وترسل الأمانة والرحم فتقومان جنبتي الصراط يمينًا وشمالًا، فيمر أولكم كالبرق. قال: قلت: بأبي وأمي، أي شيء كمر البرق؟، قال: ألمْ تروا إلى البرق، كيف يَمُرُّ ويرجع في طرفة عين؟ ثم كمر الريح، ثم كمر الطير، وشدّ الرِّحال، تجري بهم أعمالهم، ونبيكم قائم على الصراط، يقول: رب سلّم سلّم حتى تعجز أعمال العباد، حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفًا.
قال: وفي حافتي الصراط كلاليبُ معلقة مأمورة، تأخذ من أمرت به؛ فمخدوش ناج، ومكدوس في النار، والذي نفس أبي هريرة بيده إن قعر جهنم لسبعون خريفًا) [.
* في هذا الحديث من الفقه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يعجبه الذراع، وذلك أنه - صلى الله عليه وسلم - (108/ ب) لم يتوخ من كل حال إلا الأصلح والأصوب، وذلك أن

الصفحة 433