كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 6)

يكون تمام الحديث إذا أعوزه معنى مما قد أخل به الراوي، إلا إن هذا الحديث ها هنا يدل على أن قوله: (أمتي، أمتي، أمتي)؛ أي إنك وعدتني أن أمتي يكونون أول الناس حسابًا، وأنهم المقضي لهم قبل الخلائق كما تقدم، فأراد عليه السلام أن يعلم ربه أنه غير مرتاب بوعد وعده إياه، وأنه واثق بما وعده من ذلك، فأراد: يا رب اقض الحساب على الحال التي وعدتني من أنك تقضي بين أمتي أول الخلائق ثم يتبعهم الناس، فيكون كأنه سأل في الخلق كلهم.
* فأما قول الله عز وجل: (أدخل من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة)، قد أفرد لكل من لا حساب عليهم من أمتك، وإنهم شركاء الناس في باقي الأبواب.
* وقوله: (إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة، كما بين مكة وهجر، أو كما بين مكة وحمير)، وتلك المواضع كلها متقاربة في البعد، فهذا مما يدل على عظم سعة ما بين المصراعين من مصاريع الجنة.
* وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنا سيد الناس يوم القيامة، ثم إنه لما رأى أصحابه لا يسألونه عن ذلك، بعثهم على سؤاله بقوله - صلى الله عليه وسلم -: (ألا تقولون: كيفه؟، وهذه الهاء في كيفه هاء السكت.
قد سبق شرح هذا الحديث حديث الشفاعة في حديث أنس وغيره.
-2060 -
الحديث الثاني والعشرون بعد المائتين:
] عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا بارزًا للناس، فأتاه رجل

الصفحة 440