كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 6)

فقال: يا رسول الله، ما الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتابه، ولقائه، ورسله، وتؤمن (112/ أ) بالبعث الآخر)، قال: يا رسول الله، ما الإسلام؟ قال: (الإسلام أن تعبُدَ الله، لا تشرك به شيئًا، وتُقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان)، قال: يا رسول الله، ما الإحسان؟ قال: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإنك إلا تراه فإنه يراك).
قال: يا رسول الله، متى الساعة؟ قال: (ما المسئول عنها بأعلم من السائل؛ ولكن سأحدِّثُك عن أشراطها: إذا ولدت الأمة ربها، فذاك من أشراطها، في خمس لا يعلمهن كثير من الناس، وإذا تطاول رِعاءُ البهم في البنيان، فذاك من أشراطها، في خمس لا يعلمهن إلا الله، ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ} إلى قوله: {إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}).
قال: ثم أدبر الرجل فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (رُدُّوا عليَّ الرَّجل)، فأخذوا ليردُّوه فلم يروا شيئًا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (هذا جبريل عليه السلام، جاء ليعلم الناس دينهم).
وفي رواية: (إذا ولدت الأمة بعلها) يعني السراري.
وفي رواية: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (سلوني) فهابُوهُ أن يسألوه، فجاء رجل، فجلس عند ركبتيه، فقال: يا رسول الله، ما الإسلام؟ ثم ذكر نحو ما في الذي قبله من السؤال وزاد أنه قال له في آخر كل سؤال منها: صدقت.

الصفحة 441