كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 6)

منازلهم على حسب منازلهم، والذين يكونون على صورة القمر ليلة البدر، ينتشر نورهم حتى يضيء لهم ولغيرهم، ومعنى تشبيههم بنور القمر؛ لأنه نور لا ضرر فيه، ولا وهج.
* ثم قال في حق الذين يلونهم، (على أشد كوكب دري في السماء)، يعني - صلى الله عليه وسلم - أن الذي بقي بعد القمر، يمكن التمثيل به؛ هو أشد كوكب إضاءة.
* وقوله: (لا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يتفلون، ولا يمتخطون)؛ فلذلك لأن أغذيتهم ما لا تفل له، وإنا هي جواهر كلها، ويعدون منها بحسب ما يستلذون، فإن أبدانهم حينئذٍ معمورة عمارة لا تقبل الانهدام، وإنما يأكلون الطيبات تلذذًا وتنعمًا، لا حاجة ولا تقوتًا.
* وقوله: (إن أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك) أي: يطيبهم رشحهم.
* وقوله: (على خلق رجل واحد) يعني: أن طولهم (114/ ب) في الهواء ستون ذراعًا، وذلك أن كلما عظم البدن، وازدادت بسطته، زاد التمتع به، وزادت القوى على اللذات. فأما اختلاف الرواة في أنهم على خَلْقِ رجل واحد، فمن روى على خَلْق رجل واحد بمعناه أنهم مستوون في حسن الصورة، بحيث لا يرى أحد منهم أن غيره أحسن منه، وأما من روى على خُلُق رجل واحد، فيدل على أن أغراضهم متحدة، فلا يريد واحد منهم ما يكره منه الآخر، فلا يجري أبدًا ليهم ولا بينهم نزاع، ولا يحدث عنهم خلاف.
* والحور: البيض، والعِين: الملاح الأعين، وقيل: كبار الأعين حسانها.
* وقال: (ومجامرهم الألوة). قال: أبو عبيد: الألوة: العود الذي يتبخر به، فارسية معربة، ومنه الحديث: كان ابن عمر يستجمر بالألوة غير مطراة،

الصفحة 447