كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 6)

فرأيته قد انتفع لونه، حتى ظننت أنه يمد يده ليسلم. فقلت له: ولا يظن أن هذا من علمي؛ ولكن الله سبحانه وتعالى علمنيه من استنباط كلامه العزيز؛ حيث يقول: {ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين}، وقوله سبحانه: {وما قدروا الله حق قدره إذا قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء} يعني جل جلاله أنه من كان تقدم أو تجرأ على أن يدعي أن الله أنزل عليه كتابًا كاذبًا ثم يترك ولا يخسف الأرض به، وال تخر الجبال عليه، ولا تسقط السماء كسفًا من فوقه، ثم قال: {من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورًا وهدى للناس}؛ يعني سبحانه وتعالى أن موسى عليه السلام ليس في الوجود اليوم من يعترف ببعثه الرسل إلا وهو يقر بكتاب موسى.
وقوله سبحانه: {نورًا وهدى}، يعني سبحانه أنه يأتي بالنور والهدى (99/ب) إلا بحق وفقه الله وهداه لقوله سبحانه: {وهدوا إلى الطيب من القول}.
وقوله سبحانه: {تجعلونه قراطيس تبدونها} أي في قراطيس تكتب وتضبط، ويحصر عليهم ما جاءوا به ونطقوا، أي ليس فيهم مغالط ولا من يخشى عاقبة درك ما جاء به، وقال سبحانه {ومن أظلم ممن افترى على الله

الصفحة 55