كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 6)

هداه الله، ويكون المراد بالأمر الإسلام.
*وقوله: (ليأتين على أحدكم زمان لئن يراني أحب إليه من أن يكون مثل أهله وماله)؛ فالذي أرى أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - إذا قال هذا من أجل أشياء يختلف فلا يكن عند الإنسان أهم من أن يرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيسأله عنها.
ولقد جرى لي في مثل هذا منام عجيب، قد ذكرته في موضعه الذي اقتضاه، وأعيده هاهنا لكون الكلام الذي نحن فيه يقتضي ذكره، ففي المواضع الأول ذكرته للاحتجاج لصحة توبة القاتل، وذكرته هاهنا لهذا المعنى الآخر.
ولقد كنت يومًا أنا وختن لي ومعنا آخرون فجرت مسألة القضاء والقدر، فكان فيها بيني وبينهم كلام طويل، إال أنه كان من الكلام التعجب من كون المغفرة تقع للقاتل على ما فيه من هضم حق المقتول. ثم تفرقنا وقد اطلع الله سبحانه وتعالى على قلبي ورأى ما فيه من يمنى الإصابة للحق في تلك المسألة.
فنمت فرأيتني في مسجد قد رأيته في النوم مرارًا إلا أني أعرفه في اليقظة، فيه رجل جالس، فألقى في نفسي أنه بعض العلماء من التابعين أو نحوهم فاستأذنته في أن أسأله فأذن لي. فقلت له مسألة القضاء والقدر، فقال لي: أهذه مسألتك؟ اصبر حتى نصلي الجمعة، وأجيبك (103/ب)، فقام من مقامه ذلك، فرقى المنبر وخطب، وجلست في الصف الأول، إلى أن قضى خطبته، أوقع الله في نفسي أن أقول له: هل سأل أحد عن هذه المسأله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم لا؛ ليكون جوابه عن فتيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا عن فتياه، فتحرر هذا في نفسي.

الصفحة 66