كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 6)

ثم إن ذلك الشخص نزل فصلى بنا إمامًا وصليت خلفه، ثم عاد إلى مجلسه ذلك، فجئت فقلت له: هذه المسألة ما سأل أحد عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: بلى، فقلت: من؟ قال: المرأة التي قضيتها مشهورة، فقلت له: وماذا قال لها؟، فقال: قال لها: (يغفر الله لك)، ثم استيقظت، ولا أعلم ما معنى هذا القول.
فأصبحت إلى الموضع الذي كنت فيه مع ذلك الختن، فصليت معه الصبح في جماعة، ثم جلسنا نتحدث فذكرت له المنام، فعجب منه تعجبًا شديدًا، وقال لي: إنك بعد أن خرجت من عندي، نظرت في هذا الكتاب، وهو كتاب (تنبيه الغافلين) لأبي الليث السمرقندي، فوجدت فيه هذا الحديث، (وهو أن أبا هريرة قال: أتتني امرأة فقالت لي: يا أبا هريرة، سل لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن امرأة زنت ثم قتلت، هل لها من توبة؟.
قال أبو هريرة: فقلت لها: لقد هلكت وأهلكت، فانصرفت عني، ثم قلت: أفتي ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أظهرنا، فجئت إليه وقلت: يا رسول الله! لقد استقبلتني اليوم امرأة بأمر هائل، فقال: (وما ذاك)، فقلت: إن امرأة قالت لي: سل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المرأة زنت ثم قتلت، لها من توبة؟ فقال: (وماذا قلت لها؟) قال: إني قلت لها: قد هلكت وأهلكت. فقال رسول الله (104/أ) - صلى الله عليه وسلم -: (بل أنت هلكت وأهلكت يا أبا هريرة، اذهب إليها وقل لها: إن الله يغفر لك).
قال: (فخرجت أطوف عليها المدينة فلم أجدها، فطفقت أقول: من رأى لي امرأة صفتها كذا وكذا حتى كان الصبيان يسعون في أثري ويقولون: جن أبو هريرة).
قال خنتي: وإني أعلمت على هذا الحديث لأريك إياه فعجبت من ذلك

الصفحة 67