كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 6)

الرحمة؛ كان وصفه رحمة للظالم والمظلوم معًا ليهب هذا لهذا، ولو أنه سبحانه يولي رحمة عبادة من غير سؤال من المظلوم ولا شفاعة من المجني عليه لكان يكون في ذلك انكسار للمظلوم واستمرار لبعد انتصاره، فلما أن الحق له والقصاص بيده ثم أفرغ في قلوبه من الرحمة ما أفرغ، عاد هو الشفيع، ويكون المنة عليه والضعية عنده في العفو عن الجاني، فلهذا فهو من المواعيد الصادقة التي جعلها الله سبحانه وتعالى يجب أعطيه من حكمته يشير بها إلى أهل العلم أنه سبحانه وتعالى يظهر يوم القيامة عن كل صفة من صفاته ما لم يكن ولا يكون طوق أحد ولا قدرة مخلوق بالغة مبلغ كنه، وصفها فمنها رحمته وعفوه، وتمام الحديث مصداق لهذا الشرح، وهو قوله: فلو يعلم الكافر كل الذي عند الله من الرحمة لم ييأس من الجنة، ولم يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار.
-1855 -
الحديث السابع عشر:
قال: ([عن ابن المسيب البحيرة: التي يمنع درها للطواغيت، فلا يحلبها أحد من الناس، والسائبة: كانوا يسيبونها لآلهتهم، لا يحمل عليها شيء-قال: وقال أبو هريرة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبة في النار، كان أول من سيب السوائب).
وفي رواية: (رأيت عمرو بن لحي بن قمعه بن خندف، أخا بني كعب، وهو يجر قصبه في النار).
وفي رواية: (أبو خزاعة)].

الصفحة 75