كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 6)

والخلوف: رائحة الفم عند بعد تناول الطعام.
*وقوله: (الصوم جنة)، الجنة: ما استترت به من سلاح أو غيره.
وفي قوله: (الصوم جنة) وجوه:
أحدهما: جنة من النار.
والثاني: جنة من المعاصي.
والثالث: جنة من أكل ما لا يريد أكله، فإنه قد يمتنع بالصوم من أكل طعام لا يريده.
واعلم أن الصائم لما أجن الإيمان أي ستره في قلبه، كان صومه جنة له أي سترًا من كل سوء في ظاهره.
والرفث: الخنا والفحش.
*وقوله: (فليقل: إني صائم مما يستجن به أيضًا)؛ لأنه اعتذار عند من عساه أن يستدعي منه أن يعينه في ملاحاة خصم، وهو كالعذر أيضًا لنفسه أن ترك ملاحاة خصمه، فيقول: إني صائم أي لا أترك نصرك أيها الرفيق خذلانًا لك ولا أيها (109/ب) المماري لي عجزًا عن إيراد الحجة عليك؛ ولكن من أجل إني صائم.
*وفي هذا دليل على جواز أن يظهر العامل شيئًا من عمله ليستجن به من شر، وسيزاد هذا الحديث شرحًا في مسند أبي سعيد.

الصفحة 88