كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 6)

الأكثر إلا على مقدور عليه، فذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا العارض منبهًا لها أنه إن كان عن خوف أو عن طمع أو عن هوى كان في كل ذلك مكابدًا بها منها مالا يلحق درجة الغضب لأنها لا تغضب إلا في مقام تظل فيه متسلطة، والمؤمن يذكرها عن استشاطتها بالغضب ما في عاقبة الكظم واطلاع الله عز وجل عليه مع كونه قد (110/أ) أتى من مساخط الله تعالى أضعاف ما إليه أتاه المسخوط عليه، فأمهل سبحانه وسامح فليمثل في نفسه عفوًا لعفو وانتقامًا بانتقام.
*وقوله: (الشديد)، بالألف واللام المعرفتين، يريد به أن الرجل ذا اللب مسلط عليه الغضب أكثر من غيره؛ لأنه كله حسن وجملته فطن، فإذا أتى عليه ما يغضبه ثار في طلب الانتقام بجملته وأحس بالمؤذي، فجميع أجزائه حينئذ ينبغي أن تشكر نعمة الله عليه في تعزيز لبه وزيادة حسه بأم يكف عن غرت غضبه، وليكن أشد كفًا، فلما كان أشد قدرة ليحظى بالإخلاص في العفو لوجه الله عز وجل.
-1868 -
الحديث الثلاثون:
[عن أبي هريرة: (أن سائلا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة في ثوب واحد؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أو لكلكم ثوبان).
وفي رواية: (نادى رجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (أيصلي أحدنا في ثوب واحد؟ فقال: (أو كلكم يجد ثوبين؟).
زاد في حديث حماد بن زيد، قال: ثم سأل رجل عمر رضي الله عنه.

الصفحة 90