كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 7)
فشربت، فما زال يقول: (اشرب) حتى قلت: لا والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلًكا. قال: (فأرني) فأعطيته القدح، فحمد الله وسمى، وشرب بالفضلة).
وفي رواية: (أصابني جهد شديد، فلقيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فاستقرأته آية من كتاب الله، فدخل داره وفتحها علي، فمشيت غير معبد فخررت لوجهي من الجوع، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم على رأسي، فقال: (يا أبا هر). قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك، فأخذ بيدي، فأقامني، وعرف الذي بي، فانطلق بي إلى رحله، فأمر لي فعس من لبن فشربت منه، ثم قال: (عد يا أبا هر)، فعدت (113/ب) فشربت، ثم قال: (عد) فعدت فشربت، حتى استوى بطني فصار كالقدح. قال: فلقيت عمر، فذكرت له الذي كان من أمري، وقلت له قولي: الله ذلك، من كان أحق منك يا عمر؟ والله لقد أستقرئك الآية، ولأنا أقرأ لها منك، قال عمر: والله لأن أكون أدخلتك أحب إلى من أن يكون لي مثل حمر النعم)].
* في هذا الحديث من الفقه: الإخبار عن شدة عيش أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وحسن صبرهم.
* وفيه أيضًا: جواز الإخبار عن ذلك، على وجه شرح الحال؛ تسلية
الصفحة 353
367