كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 7)

للمؤمن الفقير، لا على وجه الشكاية من الأقدار.
* وفيه أيضًا: جواز لأن يجعل الرجل لمحادثته أخاه سببًا لاستتباعه لدفع ضرورة.
*وفيه أيضًا: استحباب سؤال الرجل عما يجده في بيت نفسه، إذا كان لا مادة لذلك الشيء من ماله يعلمها؛ فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رأى اللبن سأل عنه، فيستدل أنه لم يكن له حلوبة في البيت؛ فلذلك سأل، فلما قيل له: أهداه لك فلان أو فلانة رضيه - صلى الله عليه وسلم -، واستطابه.
* وفيه أيضًا: أن الإيثار من أشرف أخلاق المؤمنين؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى لبًنا في قدح، وعلم حال أبي هريرة، ثم قال: (ادع لي أهل الصفة).
* وفيه أيضًا: دليل على حسن الظن بالله سبحانه وتعالى: أنه يبارك في القليل من الزاد، فيعم الجمع الكبير.
* وفيه إشارة إلى أن الإمام، والعظيم في قومه، والمؤمن يستحب أن يكون له بيت للضيافة يقصده من لم بدع؛ فإن (114/أ) أهل الصفة كانوا أضياف الإسلام، وأهل الصفة كما وصفهم لا يأوون إلى أهل ولا مال.
ولا يجوز أن ينسب إليهم الصوفي، ولكن الصفي، وأما الصوفي: فلا أراه منسوبًا إلا إلى لبس الصوف، وقد كان التخصص بلبس الصوف مكروًها عند جماعة من العلماء، منهم: سفيان بن سعيد الثوري.
ومعنى الصفة: أنها مجلس لا مال عليه، ولا حجاب دونه، وكانت هذه

الصفحة 354