كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 7)

البطاح.
وأحدث لهم قصيًا أمورًا التزموها، لم نرد ذكرها؛ لأن ما جاء الشرع منها بإيجابه فهو الواجب، وكذلك ماحسنه الشرع منها وندب إليه فهو الحسن، من ذلك: دار الندوة التي كان قصي ألزمها قريشًا فبنيت.
وكان قصي يقول: (يا معشر قريش، إنكم جيران الله، وأهل (17/أ) بيته وأهل الحرم، وإن الحاج ضيفان وزوار بيته، وهم أحق الضيف بالكرامة، فاجعلوا لهم طعامًا وشرابًا أيام الحج، حتى يصدروا عنك، ففعلوا، فكانوا يُخرجون ذلك كل عام من أموالهم خرجًا يترافدون به، فيدفعونه إليه، فيصنع الطعام للناس أياما لحج بمنى وبمكة، ويصنع حياضًا للماء من أدم فيسقى فيها بمكة وبمنى وعرفة، فجرى ذلك من أمره في الجاهلة على قومه حتى قام الإسلام، ثم جروا في الإسلام على ذلك إلى اليوم.
وكان من أهل مكة من قريش يسمون أهل الله؛ لأنهم لم يفارقوا مكة وما قاربها منذ خلقوا، ولم يدعوا ميراثهم عن أبيهم إسماعيل بن إبراهيم، ودفع الله عنهم الفيل والجنود، ولذلك قصة، وقيل فيها أشعار، وكل ذلك مشهور فتركت ذكره.
ويلقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند كلاب جماعة:

الصفحة 62