كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

على خيل فكان ذلك معرضا لاستضعافهم، ولو لم يكن الجرس كان لتجويز أن يكونوا فرسانا يبعد من الإقدام عليهم. فأما الكلب فإنه إنما يصحب في الأكثر الرعاء وبعض السيارة؛ فإذا دل عليهم بالنباح كان على نحو الجرس.
* وقوله: (الجرس مزامير الشيطان) أي إنه يسمعها اللصوص وأهل الفساد فيتسلطون على السيارة.
* فأما قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس) فالذي أراه فيها أنه من الأصخاب، وذلك أنه من سمع نهي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تعليق الجرس واستصحاب الكلب الذين يشعران بضعف السائرين، فإنه يكون بمخالفته رسول الله صلى الله (38/أ) عليه وسلم في نصحه، قد تعرض لأن لا تصحبه الملائكة الذين يصحبون في الطرق بالعون والسلامة، ويكون هؤلاء خارجين عن الكتبة.
وهذا النطق يدل على أن من امتثل وصايا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفره؛ فإن الله يصحبه ملائكة يدافعون عنه الأذى، ويؤنسون وحشته، ويكثرون وحدته.
- 2340 -
الحديث الرابع والثمانون:
[عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام، وإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه)].

الصفحة 104