كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

* في هذا الحديث من الفقه أن المسلم إنما يبدأ المسلم بالسلام إشعارا أنه في أمن منه.
* فأما الكافر وإنه إذا كان في ذمة منه، فقد سبق له منها ما سبق على شروط يحمل عليها يقتضى منه مثلما يقتضى له، فلا ينبغي أن يحدد له ما يجعله في أمر مجدد من غير اشتراط، ولأن البداية للكافر بالسلام مع كونه في ذمة نوع امتناع في استجلاب ود ممن هو بغيض إلى الله والى رسوله، فلذلك لم يجز.
* وأما اضطرارهم إلى أضيق الطرق؛ فإني لا أراه إلا غير مقصور على طرق السعي بالإقدام؛ بل في كل الطرق بمقتضى ما شورطوا عليه؛ ليكون ذلك دائم الإشعار لهم بالصغار، وأنهم عند المؤمن في مقام العداوة والبغضاء لكفرهم بالله وتكذيبهم رسوله - صلى الله عليه وسلم -، فيكون ذلك في طرق السعي بالأقدام وغيرها، كما يقول الرجل للرجل إياك تسلك بي (38/ب) في طرق ضيقة من قول أو غيره.
- 2341 -
الحديث الخامس والثمانون:
[عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (الأرواح جنود مجندة؛ فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف).
وفي رواية عن أبي هريرة يرفعه قال: (الناس معادن كمعادن الذهب والفضة، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا. والأرواح جنود

الصفحة 105