كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

مجندة، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)].
* أما قوله: (الناس معادن) فقد مضى في هذا المسند وفي غيره.
* وأما قوله: (الأرواح جنود مجندة) فالمعنى أنها جنود الله عز وجل مجندة في أرضه فتعين الروح منها بالروح، (فما تعارف منها) يعني بتلك المعرفة أن تكون المعرفة متقابلة من روحين لأن تعارف في معنى تفاعل، والغالب في هذا أن يكون بين اثنين، ويعني - صلى الله عليه وسلم - بتعارف الروحين أنه يقع التعارف بشيء من الأشياء أو قسم من أقسام المعرفة، فذلك التعارف داعية للتآلف؛ لأنه يكون ذلك الشيء المعروف جامعا لما بين الروحين فيأتلفان فيه، كما أنه لو عرف هذا الروح شيئا فأنكره هذه الروح فإنهما يفترقان في ذلك، فمن كان عارفا بالله وقع له الائتلاف مع كل عارف بالله، ومن كان منكرا للحق وقع بينه الافتراق وبين كل عالم بالحق، ووقع بينه الاتفاق وبين كل منكر للحق، فعلى هذا يكون تآلف غير المؤمنين بالسبب الجامع بينهم في الكفر، وتناكر هؤلاء وهؤلاء مع هؤلاء لما ذكرناه.
- 2342 -
الحديث السادس والثمانون:
(39/أ) [عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا قام أحدكم).

الصفحة 106