كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

- 2351 -
الحديث الخامس والتسعون:
[عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله تعالى يرضى لكم ثلاثا، ويكره لكم ثلاثا، فيرضى لكم أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئان وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال)].
* في هذا الحديث من الفقه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد بين ما يرضى الله لعبده وما يكرهه منه (42/أ)، فبدأ بالمرضيات فجعل أولها: عبادة الله عز وجل، ثم أتبع ذلك بتوحيده وأن لا يشرك به، ثم عقب ذلك بالاعتصام بحبل الله، وهو اجتماع كلمة المسلمين على إمامهم، وألا يتفرقوا عنه.
* وبين سبحانه وتعالى ما يكرهه: وهو قيل وقال، ثم أعقبها بكثرة السؤال فيجوز أن يكون سؤال الناس ما في أيديهم، ويجوز أن يكون السؤال عما لا يعني إلا أنه كره من ذلك الكثرة. فأما سؤال المضطر بقدر الحاجة فهو جائز، وكذلك السؤال عما يعني فإنه متعين.

الصفحة 115