كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

الخيل؛ لأن العوج في الأنف بالإحديداب أو الانقعاص يطول مسافة مجرى النفس في حالة الجري، غير متمكن القلب من نيل الهواء كل التمكن، فيقصر بمقتضى ذلك.
وكذلك فإنه إذا قصر شعر سيب الفرس أو قل أو شعر أعرافهن كره ذلك في صفات الخيل؛ لأنه يدل على ضعف أعضائها، التي هي ربط مفاصلها عند حركات الجري، وإذا زاد ذلك دل على عرر جوهر العصب، وكما أن ظهور الحجبتين، وهما رأس الوركين، يستحب في الصفات؛ لأنه يدل على طول رجل الفرس، وطول رجل كل عاد معين له في الجري.
وكما احديداب الضلوع يستحب في صفات الخيل؛ لأن ذلك يدل على سعة المحزم، فتكون رئة الفرس عند انتشاقها الهواء إذا كانت في مكان يضيق عنها انبهرت، وإذا كان المكان واسعا تمكنت من استيفاء الهواء، ولذلك إذا كانت الأرساغ قصارا عراضا استحب ذلك؛ لأنه كلما قصر (45/أ) الرسغ وعرض اشتد، وهو حامل الفرس، وحامل ما يحمله الفرس.
وكذلك إذا كان المبسح عاليا صحيحا شديدا استحب ذلك في صفات الخيل؛ لأنه يدل على قوة خرزة الظهر التي يتحمل بها الفرس.
وكذلك إذا عرض المتنن وهو من خرزة الصلب ما بين أواخر الضلوع على كفل الفرس، فإنه يستحب في صفات الخيل جدا، وذلك أنه يدل على قوة خرزة الصلب وعرضها في أحرج ما كانت من الأمكنة إلى العرض فيه.
وكذلك إذا احتد المنكب وبرز الصدر استحب ذلك في الفرس؛ لأنه يدل

الصفحة 123