كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

على أن القلب في مكان واسع مع كون مؤخر العضدين يحفظ من المحزم ما يخاف انبهاره.
وكذلك يستحب طول العنق وقصر الظهر في صفات الخيل. فأما طول العنق فليسهل الجري؛ لأن الفرس كالقفان فإذا عظم عنقه حدب باقيه. وأما قصر ظهره فليكون معينا في الجري أيضا، وليكون أشد وأقوى، إلى غير ذلك من صفات الخيل.
فلا أرى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يؤثر الشكال في الخيل إلا على ما ذكرته، ولأن الشكال أيضا لا يكره أن لو كانت القوائم الأربع بيضاء كما يكره لو أن بعضها بيض وبعضها سود؛ فإن ما ذكرناه فيما تقدم يدل على أن الأرض تأكل من الحافر الأبيض ما لا تأكل من الحافر الأسود؛ فيكون الاختلاف في قوامها معرضا للعثار لأجل الاختلاف.
- 2359 -
الحديث الثالث بعد المائة:
[عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم أو ليلة؛ فإذا هو بأبي بكر (45/ب) وعمر، فقال: (ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟) قالا: الجوع يا رسول الله، قال: (وأنا، والذي نفسي بيده؛ لأخرجني الذي أخرجكما، قوموا). فقاموا معه فأتى رجل من الأنصار، فإذا هو ليس في

الصفحة 124