كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

- 2366 -
الحديث العاشر بعد المائة:
[عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمه عند الموت: (قل لا إله إلا الله، أشهد لك بها يوم القيامة)، فأبى، فأنزل الله عز وجل: {إنك لا تهدي من أحببت ...} الآية.
وفي رواية: أنه قال لعمه: (قل لا إله إلا الله، أشهد لك بها يوم القيامة)، قال: لولا أن تعيرني قريش. يقولون: إنما حمله على ذلك الجزع، لأقررت بها عينك، فأنزل الله عز وجل: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء}].
* في هذا الحديث ما يدل على أنه لا يكون إلا ما يريده الله عز وجل، فإن (48/ب) النبي - صلى الله عليه وسلم - حرص على إيمان عمه، فلما لم يرد الله ذلك لم يكن.
* وغلط أبو طالب في موضعين عجيبين، أحدهما قوله: (لولا أن تعيرني قريش)، فترك الحق خوفا أن يعير، ثم قال: (لأقررت بها عينك)، فأراد أن يقولها - لو قالها - لأجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لا لأنها عنده حق، فلذلك لم يوفق.

الصفحة 132